صحافة الوطن
" كورونا " إجراءات مشددة في السعودية واليابان وإيطاليا بؤرة جديدة بعد ووهان .
الخميس , 27/02/2020 05:49:00 PM  
كَتَّبَ : محمد خيري
يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره خارج الصين، ما دفع إلى تشديد الإجراءات الوقائية حول العالم، فقد علقت السعودية توافد المعتمرين إلى مكة، وأغلقت اليابان المدارس.
وفي حين كانت الصين حتى وقت قصير المركز العالمي الوحيد للوباء، تضاعف خطر تحول كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران أيضاً إلى بؤر انتشار للفيروس.
وتخطى الخميس عدد الإصابات اليومية خارج الصين بفيروس كوفيد-19 تلك التي سجلت في الصين (433 إصابة). وفي كوريا الجنوبية وحدها، فاق عدد الإصابات اليومية الإضافية 500 إصابة.
وأصيب بالفيروس حتى الآن في الصين أكثر من 78 ألف شخص، توفي منهم 2744 شخصاً. ووصل الفيروس أيضاً إلى عشرات الدول الأخرى، مع نحو 3600 إصابة وأكثر من 50 وفاة.
وكإجراء احترازي، علقت السعودية "موقتاً" دخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها وزيارة المدينة المنورة. وتستقطب مناسك العمرة ملايين المسلمين سنويا من مختلف بلدان العالم.
في تدبير مشدد آخر، طلب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إغلاق المدارس العامة في البلاد موقتاً ابتداء من الاثنين.
وقال آبي "الحكومة تضع صحة وأمن الأطفال قبل كل شيء"، مضيفاً "نطلب أن تغلق كل المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية...في كافة أنحاء البلاد موقتاً ابتداء من 2 آذار/مارس وحتى عطلة الربيع".
رغم أنها لا زالت بمنأى نسبياً عن انتشار الوباء مع تسجيل 15 حالة على أراضيها فقط، تقول الولايات المتحدة إنها مستعدة لمواجهة الوباء "على مستوى أكبر"، بحسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضحا أنه سيقرر "في الوقت المناسب" فرض قيود جديدة من وإلى المناطق الموبوءة، مثل إيطاليا (أكثر من 400 إصابة و12 وفاة)، وكوريا الجنوبية (أكثر من 1700 إصابة و13 وفاة).
وتفرض الولايات المتحدة أصلاً منعاً على دخول الأجانب الذين زاروا الصين خلال الأسبوعين الفائتين.
- تحسن الوضع في الصين -
امرأة ترتدي قناعاً تعبر بين موظفين في مستشفى في شنغهاي في 27 شباط/فبراير 2020
أفادت إيران الخميس عن تسجيل 7 وفيات جديدة، ليصل عدد الوفيات الإجمالي إلى 26، وهو ا لأعلى خارج الصين.
وتبدي الصين التي اتخذت إجراءات احترازية قاسية على أراضيها مع حجرها على أكثر من 50 مليون شخص في مقاطعة هوباي، كذلك خشية من الحالات "المستوردة" من دول أخرى، كما السعودية.
وأعلنت مديمة بكين الأربعاء أن الوافدين من دول أخرى "طالها الفيروس بشكل كبير" عليهم أن يخضعوا للحجر لمدة 14 يوماً.
مع ذلك، يبدو أن الفيروس بلغ ذروته في الصين حيث انخفض عدد الوفيات اليومية. وأعلنت السلطات عن 29 حالة وفاة إضافية فقط في أدنى عدد منذ نحو شهر.
- إيطاليا بؤرة جديدة -
تثير دول غير الصين حالة من القلق، خصوصاً إيطاليا التي تبدو وكأنها باتت منصة لتفشي الفيروس.
سكان خلف حاجز أمام الحي الذي يسكنوننه به في ووهان الصينية في 23 فبراير 2020
ووصل كورونا المستجد إلى البرازيل عبر برازيلي عائد من إيطاليا. وسجلت اليونان وإسبانيا وكرواتيا والنمسا والدنمارك وألمانيا حالة إصابة على الأقل لأشخاص تلقوا العودة بعد زيارتهم لإيطاليا.
وعززت دول أوروبية عديدة إجراءاتها الوقائية، وأوصت مواطنيها بعدم زيارة المناطق الإيطالية التي طالها الفيروس.
اتخذت روما من جهتها تدابير قاسية، عبر عزل 11 مدينة في الشمال، رئة البلاد الاقتصادية.
وأوضح المدير التنفيذي لشركة في لومبارديا لفرانس برس ألدو بونومي "أغلقنا قاعة الرياضة والطعام، لا يمكن للأشخاص أن يأكلوا وجهاً لوجه. ومنع أيضاً تحرك الموظفين، بدون تصريح مسبق واضح من الإدارة، ما دفعنا إلى عقد اجتماعات عبر الفيديو".
ويثير الفيروس القلق أيضاً خارج الشركات، حيث يرى العامل في الحلويات في قرية سيكونياغو في شمال إيطاليا دانييل فاكاري أن "المشكلة هي في الاقتصاد. نرى الأرقام، هذه الأزمة ستضر بالبلد كثيراً".
- مواجهة أفضل -
في مناطق أخرى في أوروبا، سجلت حالات إصابة في سويسرا والنروج ومقدونيا الشمالية. وأعلنت إستونيا الخميس عن أول إصابة لدى إيراني يعيش فيها.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، غداة الإعلان عن وفاة أول فرنسي وهو رجل ستيني لم يزر قط منطقة ينتشر فيها المرض، "نحن أمام وباء" و"علينا أن نواجهه على أحسن وجه".
لم تعد إفريقيا أيضاً بمنأى عن الفيروس، رغم أن عدد الإصابات لا يزال منخفضاً. وبات إيطالي وصل إلى الجزائر ثاني مصاب بفيروس كورونا المستجد في القارة بعد تسجيل إصابة سابقة في مصر.
وفي ظل هذا السياق من القلق في أوروبا، انخفضت البورصات الرئيسية في القارة عند افتتاحها الخميس، حيث سجلت بورصة لندن انخفاضاً بنسبة 2,5%، وميلانو بنسبة 2,3%، وباريس وفرانكفورت بنسبة 2,4%.