سياسة
صفقة القرن
الأربعاء , 29/01/2020 05:27:00 PM  
كَتَّبَ : ماهر الحسينى
مشاعر متباينة انتابت الملايين فى العالم العربى وهم يتابعون المؤتمر الصحفى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس حكومة تصريف الأعمال الاسرائيلى بنيامبن نتنياهو . مشاعر مختلفه ما بين الغضب والاحباط والحزن واليأس او غيرها من المشاعر السلبية اما انا فقد تابعت هذا المشهد المسرحى بهدؤ وبرود وبقدر كبير من السخريه قد يندهش البعض اذا قلت اننى كنت مبتسما فى اغلب الوقت اثناء مشاهدتى لهذه المسرحية الكوميديه التى تبادل فيها ترامب ونتنياهو عبارات المديح والثناء كل منهما للاخر وسط تصفيق الحاضرين ومعظمهم من اللوبى الصهيونى ورجال السياسة الامربكية من اليمين المتطرف ورجال المال والأعلام نعم كان المؤتمر اشبه بالمسرحية الكوميدية بالنسبة لى لأن هذا المؤتمر بمثابة المشهد الختامى لمسلسل طويل نهايته متوقعه بالنسبه لمن يقرأ ويعى بدأ من عام 90 حين غزا صدام حسين الكويت بأيعاز من امريكا لتبدأ اولى حلقات القضاء على مقومات الدول العربية واستنزاف ثرواتها وتدمير جيوشها وكانت البداية فى العراق وعلى مدار 30 عاما .. الغزو الامريكى واعدام صدام حسين اغرقها فى صراعات طائفية حتى اصبحت بلاد الرافدين مستنقع للفوضى وغارقة فى المشاكل والديون بعد ان كانت تملك جيشا واقتصادا قويا . ثم كانت الحلقة الثانية ( الربيع العربى ) او بالاحرى الربيع الاسرائيلى حيث تحرك الطابور الخامس فى الدول العربية تحت مسمى نشطاء سياسيين وحقوقيين هم فى الأصل عملاء مدربين على سيناريوهات الفوضى لتسقط اليمن وسوريا فى حرب اهلية دمرت بنيتها وجيوشها ومواردها اختاروا اليمن لتستنزف موارد الخليج وسوريا للقضاء على الجيش المتاخم لحدود اسرائيل كان من المفروض ان تسقط مصر فى نفس المستنقع كما خططوا ولكن ارادة الله ثم وعى شعب مصر العظيم وجيشه الوطنى افشلت المخطط ولكن على الأقل نجحوا فى انهاك قوة مصر فى حرب مع الارهاب فى سيناء شرقا وعلى حدود ليبيا التى سقطت هى الاخرى فى بحر الفوضى غربا وعلى حدود السودان جنوبا الى جانب مشكلة سد النهضة حتى تهيأت الساحه لليمين المتطرف فى امريكا وللصهيونية لاعلان القدس عاصمة لدولة يهودية والاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان المحتل وخلال كل هذا لا يجب ان ننسى انه تم تجهيز نظام عميل يدعم كل هذه الفوضى بالاموال والاعلام فى دويلة قطر وقناتها الصهيونية التى كانت منبرا انطلقت منه كل المصائب التى اصابت الامة العربية فى العقود الثلاثة الاخيرة وتبقى جماعة الشر المسماة بجماعة الاخوان المسلمين اهم ادوات امريكا واسرائيل والتى صنعتها المخابرات البريطانية لتلعب دورها فى الوقت المناسب باحداث الفرقة والتقسيم واختراق وعى البسطاء تحت رداء الدين وهو منهم براء برعاية النظام التركى الذى اخذ دوره المكلف به من البيت الابيض لانجاح المخطط الشيطانى كل هذا العبث هيأ ارضا خصبة للمغيبين والمتشددين لتكوين جماعات مسلحة نشرت الارهاب والترويع مثل داعش والنصرة وغيرها من الاسماء التى هيأت ببراعة شديدة كل الذرائع لامريكا وحلفاؤها ولاسرائيل فى استخدام القوة العسكرية والانتشار فى مناطق تحقق لامريكا بسط سيطرتها اكثر على منابع النفط والغاز وتحقق امن اسرائيل توطئة لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى وسط دويلات عربية مقسمة طائفيا وعرقيا وغارقة فى الفوضى . تبقى مصر وسط كل هذا صامدة وملاذا اخيرا للامة العربية . لن تعيد المفاوضات او خطط السلام اى شىء فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وعلينا ان نصطف على قلب رجل واحد ونعد ما استطعنا من قوة عسكرية واقتصادية وسياسيه استعدادا لما كتبه الله عز وجل علينا . وكان امره مفعولا والله المستعان . حفظ الله مصر وشعب مصر خير اجناد الارض