خواطر دينية ٣

كتبت / ياسمين رجب :
بقلم / المستشار حسن سلامة رئيس محكمة الجنايات وأمن الدولة سابقا :
التقيت وصديقي الملحد في المكان والزمان اللذين حددنهما سابقا وبمجرد ان ر أني سألني هل عندك من ادلة اخرى علي ما تسمونه الله
قلت نعم الدليل الثالث هو دليل القيومية ومعنى القيومية أنه تعالى قائم علي شئون خلقه بالعناية والرعاية والحفظ والارشاد وأصل الكلمة مأخوذ من كلمة قائم على الامر إذا رعاه وانقذه.
فالله لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا ولم يكلفنا ثقلا فهو سبحانه قد أوجد الكون بما فيه كوكب الارض يستخلف فيها ادم وبنيه يخلف بعضهم بعضا ولكى يعرفونه تعالى فيعبدوه ويقدسوه ثم هو بعد ذلك لم يترك الأرض والسموات هملا ولكنه تعهد أهل السماء والارض بالرعاية والحفظ و الار شاد وهو المستفاد من قول موسي عليه السلام لفرعون اذ سأله وأخاه من ربكما يا موسي قال موسي ربنا الذى أعطى كل شيئ خلقه ثم هدى فهو الذي خلق الأرض وقدر فيها أقواتها وشق البحار والانهار والجبال فيها رواسي كي لا تميد فيهلك أهلها وتولى كل خلق بالرعاية والحفظ والعناية والرزق خلق الأنسان من سلاله من طين أقصد ادم عليه السلام فقد خلق من طين تراب وماء حتى صار طينا وتركه حتى صار صلصالا بالفخار ثم جعل ذريته من ماء مهين منى يمنى فى رحم المرأة ويختلط بما تفرزه المرأة من بويضات. نطفة امشاج أي أخلاط خلق الله منها الذكر والأنثى وجعل هذه النطفة في قرار مكين رحم المرأة في ظلمات ثلاث ظلمة المشيمة وظلمة الرحم وظلمة البطن وجعل له عرقا يغذ يه ويحفظه من كل ما يوذيه حتى اذا ما أكتمل نموه كجنين وضعته أمه بعد أن أنزل الله له لبنا سائغا من ثدييها وما أن ينزل الجنين حتى يلتقم ثدى أمه فيمص لبنها ولا يمجه من غير عقل يرشده ولا معلم يعلمه وجعل لهذا اللبن في جسم الوليد مسلكا تتفتح به معدته وأمعاؤه وجعل الله لهذا الطفل ذلك اللبن حتى يتم فصاله أي فطامه حولين كاملين فإذا ما تم فصاله أنقطع اللبن من الذى أجرى اللبن في ثدى الأم من بين دم وفرث وأنت إذا قطعت الثدي أو جرحته لا تجد فيه لبنا ثم جعل الله لذلك الطفل الوليد سمعه الذي يسمع به بعد أن كان قد أعد لهذا السمع أداته وهما الأذنين ثم جعل له بصره الذى يبصر به ويميز به الأشياء ثم جعل له عقلا بعد ذلك يدرك به الموجودات من الذى خلق ذلك للطفل الوليد ثم أنزل الله له رزقا ماءا ينزل من السماء لا يد ولا اراده لأحد فيه إلا الله ثم شق الأرض وأخرج منها صنوفا من النبات منها ما هو حب منضود ومنها جنات من نخيل وأعناب تحتوي على أنواع شتي من الفواكه وغيرها كلها تسقى بماء واحد ويخرج من أرض واحده ولكن تجد منها الحلو واللاذع والحريف من الذى أخرج من الارض هذه النباتات وجعل في الغذاء دواء وطعاما ينشد به العظم ويشتد به اللحم الله هو الذى جعل لنا جنات معروشات وغير معروشات وقطعا من الأرض بها صنوف النباتات يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض ف الأكل والله سبحانه وتعالى جعل غالبية مساحة الأرض من المياه في البحار والمحيطات وإذا نظرت إلى مياه البحر تجده في حركه دائبه وإذا ذ قته وجدت طعمه مالحا ولو لا هذه الملوحة والحركة الدائبة في مياه المحيطات والبحار لتعفنت وما بقى على الأرض كائن حي وقد جعل الانهار ماؤها عذبا فراتا ومياه البحار ملحا أجاجا ورغم شدة أمواج البحار التي تصب فيها الانهار ورغم ديمومة صب مياه الأنهار في المحيطات واختلاط مياهها إلا أنك لا ترى مياه البحار قد احالت مياه الأنهار مالحه ولا مياه الأنهار جعلت مياه عذبه فبينهما برزخ أي مانع لا يرى بالعين كي لا يبغى أحدهما علي الأخر وانت ترى أن مياه الأنهار تنزل في أرض معينة ثم يسوقها بارؤها إلى الأرض الجزر التي لا تسقط فيها الامطار جعل الله ماء الأنهار من بجار الماء الذي يتصاعد من المحيطات والبحار ثم يسقط مطرا عذب ماؤه بعد أن كان مالحا والله سلك لمياه الامطار مسالك ظاهرة فوق الأرض وعيونا خافيه في باطن الأرض وهدي الأنسان لأن يستخرج مياه العيون والآبار من باطن الأرض ولولا هذه المياه العذبة لمات الزرع وجف الضرع ولمات الأنسان عطشا .ولقد أنزله الله سبحانه وتعالى بقدر فإن زاد عن حده تلفت الزروع وتهدمت المنازل والمساكن وتعطلت الحركة علي سطح الارض وإن نقصت عن حدها أصيب الناس بالجفاف وماتت النباتات والحيوانات وهلك الخلق جميعا .
من الذى أنزل هذه المياه من السماء وجعل لها قدرا مقدرا لا يزيد ولا ينقص والله سبحانه وتعالى هو الذى خلق الجاذبية الأرضية بقدر محدد إن هي نقصت عن حدها طارت الكائنات الحيه وما أستقر شيئ منها ظهر الأرض وإن هي زادت لما استطعنا الحركة علي الأرض والله جعل بين مجموعة الكواكب والنجوم في السماء جاذبية يضم بعضها البعض فيها يعرف بالمجرة وربط كل مجرة بآخري حتي انتظمت كل المجرات في الجزء المدرك من الكون الواسع وما وجدت حياه في أي منها .
الله سخر لنا الشمس والقمر والنجوم كي تضيئ الأرض ويهتدى الناس وتنمو الزروع ولولا الشمس لكان جو الأرض ظلمة حالكة لا نستطيع العيش على ظهرها وتجمدت الأحياء فوقها .
والله وحده هو الذي أمسك الأرض وما علاها من كواكب ونجوم أي السموات أمسكها كي لا تزول ولقد حكى لنا رواد الفضاء حينما شاهدوا الكرة الأرضية وهي معلقة في جو السماء ورأوها في ظلمة حالكة
والله يقلب الليل والنهار وجعل الشتاء والصيف والحر والبرد ولولا هذا الاختلاف بين الليل والنهار واختلاف درجات الحرارة لفسدت الأرض
والله جعل من الأرزاق المتعددة والمتجددة ما يكفي أهلها جميعا فما جاع فقير إلا بظلم غنى وأعطانا كل ما نسأل وما لا نسأل قبل أن نسأل وإذا اردنا أن نعد نعم الله لا نحصيها والله حملنا في البر والبحر الدواب والسيارات والطائرات والسفن وغير ذلك من الات النقل وخذ مثالا على ذلك فالسيارة التي تستقلها الله هو الذي خلق خام الحديد في باطن الارض وهدانا لأن نستخرجه وأن ننقيه ونصنع منه آلات الجر السيارة والقطار وغيرهما بالعقل الذى خلقه هو ولم يخلقه إنسان ثم جعل خام البترول ما يكفي لا دارة هذه الآلات الحديثة وبقدرته سبحانه وتعالى جعل من احتراق كمية البنزين او السولار قوة شديدة تجعل السيارة أو القطار يسير بسرعة فائقة فيحمل القطار مئات الأطنان من البضائع ومن الناس وما يصدق علي السيارة والقطار يصدق علي طائرة والسفينة وفي إبحار السفن عبر البحار والمحيطات والأنهار معجزة قد تخفي على البعض وهي أنه إذا انت رميت مسمارا من مسامير السفينة في مياه البحر سقط علي الفور بفعل الجاذبية لكنك ترى السفينة تحمل الاف الأطنان ولا تسقط في المياه لكنها تمخر في عباب البحر بما تحمله الاف الافراد ذلك لأن الله الذى وضع الأسباب ورتب عليها النتائج قادر علي أن يعطل الأسباب فلا يرتب عليها النتائج وانت ترى عصارة المعدة تهضم قطع اللحوم التي تصل إليها ولكنها لا تهضم جدارها الذي هو قطعة لحم وفي ذلك إعجاز أيضا والأنسان لا دخل له في هضم طعامه ولا في اخراجه ولا في تحويله إلي لحم وعظم ودم والله هو الذي أنطق الأنسان عمله البيان يتكلم بأجبال صوتية وينتظم كلامه بلسان وشفتين وهي جميعا قطعا من اللحم وجهازي السمع والشم من الذي أودعهما في جسم الأنسان كي يسمع ويشم والعينان اللتاني تبصران من الذي جعلهما تبصران هل هو أنسان مثلك أو كائن حي اخر ام هو الله الواحد الخالق البارئ .
فإذا كنت لا تملك ان تقول ان احد أو شيئا من الكائنات الحيه أو غيرها هي التي صنعت السمع والبصر والفؤاد وأنطق الأنسان وهداه السبل إلي قوام حياته اذن هناك قوة قادره تختلف عن هذه الكائنات جميعا هي التي خلقت وأجدت وهدت إلي استمرار الحياه في الأرض وقوام حياة الأنسان والحيوان بل والكائنات الحيه جميعا هذه قدرة الله سبحانه وتعالى ومن هنا نستدل علي وجود الله بتلك الآيات الباهرة في خلقه .
وافترقنا علي أمل اللقاء في موعد ومكان أتفقنا عليه .

خدمات الدفع الإلكترونى لجامعة المنيا

حمل تطبيق نداء مصر

أرقام طوارئ