مقالات
احمد قذاف الدم ينعي ووفاة الرئيس مبارك
الثلاثاء , 25/02/2020 09:48:00 PM  
كَتَّبَ : محمد خيري
كتبت / ياسمين رجب : نعي أحمد قذاف الدم المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبية، ومنسق العلاقات المصرية الليبية أبان عهد "مبارك- القذافي"، الرئيس محمد حسني مبارك الذي وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء. ووصف قذاف الدم في بيانا صادر عن مكتبه الإعلامي منذ قليل مبارك قائلا: الرجل النبيل، الجندي الشجاع .. إلتقيته أول مره في مطلع السبعينيات، وكنت مرافقاً للقذافي في "قاعدة عقبه بن نافع"، وكان مبارك قائداً للقوات الجويه ومعه مجموعه من الطيارين الذين يستعدون للسفر لفرنسا للتدريب على طائرات الميراج بجوازات سفر ليبية، ومعهم طيارين ليبيين، وتحدث إليهم "القذافي" يومها ورد اللواء حسني مبارك قائلاً "أخ معمر سوف لن نخذلكم ولن نخذل الأمة العربية، وهذا عهد مني ومن زملائي". ثم إلتقينا بعدها عندما كان يزور مبارك "قاعدة جمال عبدالناصر" بطبرق، والتي تحولت تحت تصرف مصر هي وبعض القواعد البحريه، وقد كان مبارك جاداً ومنضبطاً، ومحل إحترام من الجميع، وجاءت الحرب وكان مبارك عند عهده وفي الموعد هو وإخوتنا الطيارين السوريين، الذين أطلقوا صواريخهم في لحظةً واحده، أعادت الإعتبار للجندي العربي وعززت ثقة جماهير الأمة بأننا إذا ما تجمعنا نستطيع أن نعبر عنها. وتطورت الأحداث وأصبح مبارك نائباً للسادات فعمل بثقه وإخلاص وثبات وتواضع، ولقد سمعت هذا الإطراء من السادات نفسه، وجاء به القدر إلى كرسي الرئاسة، ووجد نفسه في دولة مقاطعه من العرب، وتبتز من إسرائيل وأمريكا، وخزينه خاويه على عروشها. ثم أوفدني القذافي بعد أسبوع في زياره سريه للإلتقاء به، وبدأنا مرحله جديده مع الرئيس مبارك، سيأتي يوماً أتحدث عنها بما فيها من عثرات وإيجابيات ، وهذا حقه وحقنا. لقد أعاد مبارك مصر إلى حضن العرب وخلق توازن في الإندفاع للعلاقة مع العدو الصهيوني واسقبل القاده الفلسطينيين ولم يزر إسرائيل ولم يسمح لأمريكا أن تستخدم مصر ضد إرادتها، وأهمها عندما طلبوا منه العدوان على ليبيا أو السماح بضربها من الأراضي المصريه ولن ينسى شعبنا له ذلك، وفي عهده وقعنا الإتفاقيات العشر، وأهمها حرية العمل، التنقل، والإقامه دون قيود، وقد واصلت في عهده تحمل مسئولية العلاقات بيننا، ومن طرف مصر اللواء عمر سليمان فكان هناك تعاون عسكري وإقتصادي وأمني وفي كل المجالات. وذكر "قذاف الدم" في بيانه: "عندما جاءت 25 يناير وأنسحب الرئيس مبارك تاركاً للشعب ما يريد، وفي اليوم التالي أوفدني "القذافي" لألتقي "بالمشير طنطاوي" حاملاً رسائل يوصيه فيها خيراً بمبارك وإحترام تاريخه، والثانيه يبلغه بأننا نستشعر بأن الأوضاع المصرية ووجود الجيش في الشوارع قد تغري الصهاينة بالعوده إلى سيناء، والثالثة أبلغته بأن القوات المسلحة الليبية جاهزه، وتحت تصرف مصر إذا ما دعت الضرورة. وأريد أن أشير إلى أن مبارك كان إنساناً بسيطاً، ولم يكن فاسداً أو سارقاً أو مخادعاً كما روج له أعدائه، لقد زاد عدد المصريين في عهده 30 مليون، ولولا ما قام به من جهد إقتصادي وإداري وفي ظروف صعبه ما وجد لهم رغيف العيش الشريف، ومشروعات إقتصادية، ومدارس، ومستشفيات، ومليارات من الإستثمارات، والمشروعات الزراعية، والمدن الجديدة، والإستقرار، ولولا سياسته المتوازنة لما وجدوا سوقاً لهم من بغداد إلي طرابلس. وأضاف البيان:"أكيد جل من لا يخطىء"، وهو كما قال بقصد "مبارك" لم يكن ناصر، ولم يكن السادات، لقد زرته منذُ بضعة أشهر فوجدته هو ذلك الجندي النبيل، الذي إلتقيته منذ عقود لم ينكسر، وبنفس الروح، ندعوا له بالرحمه، والمغفرة، والبقاء لله.