مرآه ومنوعات
. كيف تغلبت "صفاء" وابنتها على شعار "الكورة مش للبنات"؟.
السبت , 21/03/2020 05:33:00 PM  
كَتَّبَ : محمد خيري
كانت المباراة الأخيرة لنادي النصر قبل هبوطه من دوري الفتيات لكرة القدم، لذا أصرت لاعباته على تقديم أداء مُشرف، لكن عاندهم الحظ حتى الدقائق الأخيرة، إلى أن حانت لحظة بعينها حبس الجميع فيها أنفاسهم، فيما تعلقت عيونهم بأقدام لاعبة نحيلة تتقدم بخطوات سريعة باتجاه المرمى، لتحرز هدف النهاية، الذي لم يكن المفاجأة؛ وإنما كانت هرولة سيدة ترتدى جلباب تقليدي داخل الملعب لتحضنها، كما لو كانت أحرزت بطولة عالمية "ماما أنا بطلها في الحياة" تحكي اللاعبة منة ربيع.
قبل أربعة عقود من تلك المباراة، كانت صفاء لم يتجاوز عمرها عشر سنوات، حين بدأت تشارك أولاد جيرانها لعب كرة القدم في شوارع "كفر الدوار"؛ اقتداءً بابني بلدها لاعبي الزمالك السابقين حسن شحاته وأحمد الكأس، غير أن والديها منعاها من ذلك "قالوا البنات عيب تلعب كورة"، فانصاعت مبتلعة حزنها، غير أنها عاهدت نفسها أن تحقق حلمها "لما خلفت منة قولت هتبقى أحسن لاعبة في مصر".
في منطقة "الحضرة الجديدة" بالإسكندرية، اعتادت صفاء الاستيقاظ مبكرًا يومي الأحد والأربعاء، لتنتهي من شؤون منزلها، ومن ثم تصطحب ابنتها إلى التمرين الخاص بها في ناد الترام، الذي يبعد عنها نصف ساعة فقط "بحس أن أنا اللي راحة أتمرن"، تستغل الطريق على قصره لتتشارك معها الحديث حول لاعبي العالم لكرة القدم، والأحلام التي تصل إلى عنان السماء "ماما اللي علمتني أصلًا يعني إيه حلم ويعني إيه طموح".
منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، اصطحبتها صفاء إلى نادي الساحة، عقب أن رأت حبها الشديد لكرة القدم، وموهبتها التي عرفتها بحكم خبرتها كمشجعة قديمة لنادي الزمالك "كل الناس اتريقوا عليا، وقالوا علميها حاجة تنفع"، لم تبالِ بكل ذلك، فحلمها دائمًا ما كان نُصب عينيها، لذلك كانت ترعاه وتُنميه بنفسها، فيما كانت تتابع تدفق الأخبار عن كرة القدم النسائية "ماما كل يوم بتقولي أنت قدامك فرصة كان نفسي في نصها زمان لازم تستغليها".
ما أن تصل الأم إلى النادي؛ يتحلّق حوّلها باقي المُشجعات من الأمهات والفتيات التي جعلتهن أصدقائها، فيما تُبقى عينيها منفتحة على تحركات ابنتها داخل المستطيل الأخضر، تُعطيها التعليمات من على خط التماس كما لو كانت مدرب يافع في مُقتبل العمر، تُلّوح لها لتلتقط الكرة، تصدح عاليًا مُشجعة إياها لتتقدم "ربنا عطاها موهبة لازم تجتهد حتى في التمرين"، تلك الكلمات التي تُعيدها على مسامعها قبل كل مباراة "كلامها بيطمني قبل الماتش، حتى لو مجبتش أجوان أهم حاجة أعمل اللي عليا".
في منطقة "الحضرة الجديدة" بالإسكندرية، اعتادت صفاء الاستيقاظ مبكرًا يومي الأحد والأربعاء، لتنتهي من شؤون منزلها، ومن ثم تصطحب ابنتها إلى التمرين الخاص بها في ناد الترام، الذي يبعد عنها نصف ساعة فقط "بحس أن أنا اللي راحة أتمرن"، تستغل الطريق على قصره لتتشارك معها الحديث حول لاعبي العالم لكرة القدم، والأحلام التي تصل إلى عنان السماء "ماما اللي علمتني أصلًا يعني إيه حلم ويعني إيه طموح".
منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، اصطحبتها صفاء إلى نادي الساحة، عقب أن رأت حبها الشديد لكرة القدم، وموهبتها التي عرفتها بحكم خبرتها كمشجعة قديمة لنادي الزمالك "كل الناس اتريقوا عليا، وقالوا علميها حاجة تنفع"، لم تبالِ بكل ذلك، فحلمها دائمًا ما كان نُصب عينيها، لذلك كانت ترعاه وتُنميه بنفسها، فيما كانت تتابع تدفق الأخبار عن كرة القدم النسائية "ماما كل يوم بتقولي أنت قدامك فرصة كان نفسي في نصها زمان لازم تستغليها".
ما أن تصل الأم إلى النادي؛ يتحلّق حوّلها باقي المُشجعات من الأمهات والفتيات التي جعلتهن أصدقائها، فيما تُبقى عينيها منفتحة على تحركات ابنتها داخل المستطيل الأخضر، تُعطيها التعليمات من على خط التماس كما لو كانت مدرب يافع في مُقتبل العمر، تُلّوح لها لتلتقط الكرة، تصدح عاليًا مُشجعة إياها لتتقدم "ربنا عطاها موهبة لازم تجتهد حتى في التمرين"، تلك الكلمات التي تُعيدها على مسامعها قبل كل مباراة "كلامها بيطمني قبل الماتش، حتى لو مجبتش أجوان أهم حاجة أعمل اللي عليا".