مرآه ومنوعات
مكتبته الكائنة بـ"سور الأزبكية" ......"الكتب إترمت" ماذا حدث لمكتبات الأزبكية جراء الطقس السيء؟.
الجمعة , 13/03/2020 12:00:00 AM  
كَتَّبَ : محمد خيري
لم يقو أحمد نصير على البقاء في منزله، عزم أمره صباح اليوم الجمعة على التوجه صوب مكتبته الكائنة بـ"سور الأزبكية"، لمعرفة ما آلت إليه أحوالها، عقب موجة الأمطار الغزيرة التي ضربت أنحاء البلاد كافة أمس الخميس، فما أن وصل حتى أصابته صدمة كبرى، لإدراكه حجم الخسارة التي تكبدها "مياه الشتا دخلت جوه المكتبة والكتب كلها غرقت".
موجة الطقس السيء التي تعرضت لها البلاد منذ ساعات مبكرة من صباح الخميس الماضي، كان لها أن يتُكبد أصحاب مكتبات سور الأزبكية خسائر كبيرة، رغم الاحتياطات التي اتخذوها مُسبقًا "أول ما الأرصاد أعلنت عن الطقس السيء، حطيت المشمع البلاستيك فوق السقف وحطيت خرسانة"، غير أن كل هذا ذهب أدراج الرياح "محدش عرف يجي هنا إمبارح من المطر والهوا"، يقول الشاب العشريني بينما انهمك في فرز الكتب التي غرقت في مياه الأمطار وإخراجها أمام المكتبة.
لم تُفرق الأمطار بين كتبٍ زهيدة أو باهظة الثمن، إذ تشربت صفحاتهم المياه حتى لم تعد قابلة للبيع والشراء مُجددًا "فيه كتب كنت ببيعها بـ200ج مبقتش نافعة واللي هينفع منها هضطر أبيعه بـ20 و 30ج"، يقول سعيد مروج أحد أصحاب المكتبات التي غرقت بفعل مياه الأمطار، بينما انتهى من إخراج الكتب التالفة وحصر الخسارة التي مُنى بها، ليقسم خسارته على مجموعة أقسام "فيه كتب المياه موصلتش لكل صفحاتها دي هنشفها وأبيعها بربع التمن، واللي باظ خالص هيترمي"،يقول بينما يمد ذراعه لرمي إحدى الروايات التالفة في القمامة.
اعتاد الرجل الأربعيني على تلف بعض الكتب في مكتبته ما أن يحل فصل الشتاء، رغم ما يقوم به من احتياطات تقيه مياه المطر، لكن هذه المرة كان الجو أمطاره أقوى من جميع احتياطاته المُعتادة، لاسيما أن "سقف المكتبات كلها من الخشب، ولما حبينا نبلطه الحي رفض"، وهو ما تسبب في تسرب المياه من السقوف الخشبية إلى المكتبات من الداخل حتى امتلأت عن أخرها "من الصبح وإحنا بننزح المياه مع العمال".
رفقة العمال انخرط أصحاب المكتبات في إخراج المياه من المكتبات التي غرقت، والبالغ عددها نحو عشر مكتبات، أُغلق بعضهم عقب انتهاء أصحابها من تفريغها من الكتب التالفة، لنقلها إلى منازلهم "أنا رجعت البيت أكتر من 100كتاب عشان أنشفهم على السطوح، وفيه اللي راح الدشت"، يحكي مؤمن مجاهد بينما يغلق مكتبة أبيه عقب إنهاء مهمته "هنقعد نعمل إيه مفيش ناس جات النهارده خالص"، ينصرف بينما يلف شوارع السور هدوء واضح، لا يقطعه سوى وقع خطوات أحد المارة الذي يتواجد من وقت لآخر.