مرآه ومنوعات
"موسم التعقيم ابتدى"بعد تعليق الدراسة الأمهات تُعلنّ حالة الطوارئ في المنازل.
الأحد , 15/03/2020 07:15:00 PM  
كَتَّبَ : محمد خيري
قائمة من المحظورات ألقتها بشرى السيد على أبنائها طيلة تواجدهم بالمنزل، في يومهم الأول من تعليق الدراسة، ليكونوا حذرين في أفعالهم وتحركاتهم، اتقاءً للإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، حتى بات الأمر بمثابة هوسًا لها، خاصة فيما يتعلق بتنظيف وتعقيم كل ركن وزاوية ببيتها الكائن بمدينة المنصورة "إحنا في مرحلة خطر ومبقاش ينفع معاها أي إهمال"، تقول السيدة الأربعينية.
كان قرار الرئيس السيسي أمس السبت، بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات والمعاهد والحضانات لمدة أسبوعين، تفاديًا لتفشي الفيروس المستجد، بينما انشغلت "بشرى" على أبنائها واحتمالية اقتراب المرض منهم، فعزمت أمرها منذ صباح اليوم الأحد على "نزلت السوق اشتريت منظفات كتير ومعقمات وكمامات"، لتشرع في غسيل وتنظيف بيتها "حتى جدران الشقة غسلتها"، وما أن تنتهي من جزء تهرول لغسل يديها، لتستكمل مهمتها.
انتظرت الأم الأربعينية استيقاظ بنتيها وابنها، حتى أمرتهم بغسل وجوههم وأيديهم وتعقيمهم جيدًا، لتناول فطارهم "خليت لكل واحد طبق ومعلقة وكوباية وإزازة خاصة به"، وكذلك عدم اختلاطهم ببعضهم بعض بارتداء الكمامات داخل وخارج المنزل، فيما تجتهد في تنظيف أدوات مطبخها، لإعداد الطعام لهم بمفردها "الأول كنت بخلي البنات تساعدني دلوقتي خليتهم بعيد، وبلبس جوانتي وأنا بطبخ".
لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لبسمة هاشم التي تقيم في دمياط؛ حيث بدأت تتخذ جميع احتياطاتها لتفادي أبنائها الثلاثة الإصابة طيلة تواجدهم بالمنزل، ولم يستعص عليها سوى إيجاد الكمامات، وهو ما جعلها تفتش في جميع الصيدليات عنها "عشان وجودهم مع بعض طول اليوم"، إلى أن استطاعت شراء ثلاث فقط منهم بأسعار عالية الثمن "العيال تعاملوا معاها إنها لعبة فلبسوها".
كان لتواجد الأطفال في المنزل وعدم ذهابهم لدروسهم أن يُجبر الأم الثلاثينية على عدم الذهاب إلى محلها الخاص، إذ اتخذت قرارها بالتواجد وسطهم "سنهم صغير ومش فاهمين سبب كل المعقمات دي إيه"، لاسيما وأنها تفرض عليهم غسيل أياديهم ووجوههم كل ساعتين تقريبًا بمعقمات بعينها، اقتنتها بناءً على توصيات بعض الصيدلة لها "ده غير أنه الاستحمام بقى مرتين في اليوم".
للسبب نفسه، لم تتوجه سمر سليمان إلى عملها، لتكون بجانب طفلتها البالغة من العمر عامين ونصف العام، فباشرت عملها من المنزل الذي تحوّل إلى غرفة عمليات فعلية، للإجراءات التي اتخذتها تجاه طفلتها ونظافتها الشخصية خاصة عقب تعليق عمل الحضانات "من قبل كدة وأنا كنت بتكلم معاهم في الحضانة محدش يلمسها غير بالمياه والصابون"، خوف كبير يعتري الصحفية الشابة، تحوّل إلى هوسًا كبيرًا من الفيروس المُنتشر.
لا تتوقف الأم العشرينية على تطهير منزلها بالمنظفات، تهرول صوب الأبواب والنوافذ لتنظيفها، توقف زوجها أمام الباب لخلع حذائه والاغتسال أولًا قبل ملامسته لأيّ شيء، تضع المنظف في حقيبة طفلتها، تحاول استيعاب ما تقوله رغم صغر سنها "الموضوع مجهد جدًا، ولازم نعمل كل حاجة كأنها لعبة عشان تقبلها"، حتى إنها منعت نومهما بجانب بعضهما بعض "بحاول مخليش نفسي قريب من نفسها طول الوقت".
الأخبار المتواترة من قِبل وزارة الصحة عن ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا حتى وصلوا إلى (110)، يُصيب سمر بقلق شديد، يجعلها تفتش عن مزيد من النصائح لإبعاد أنفسهم عن هذا الفيروس "لما بتكلم مع الناس بفهم إني بقيت مهووسة بالموضوع"، لذلك عزمت أمرها على العمل من المنزل، لتكون رفقة طفلتها "هقترح عليهم في الشغل يسمحوا ليا أعمل كدة عشان فريدة تكون تحت عيني".